كيف تتصرف لإنقاذ مصاب بـ«سكتة دماغية» بسرعة

الـ«سكتة الدماغية» تمثل حالة طبية حرجة تستدعي التدخل السريع لإنقاذ حياة المصاب وتقليل الأضرار التي قد تصيب الدماغ، فكل دقيقة تمر خلال «سكتة دماغية» قد تعني فقدان المزيد من الخلايا العصبية مما يؤثر على القدرة الحركية والذهنية للمريض، وعندما يشهد أحدنا شخصًا يعاني من «سكتة دماغية» يصبح التدخل الفوري وفق الإرشادات الطبية المعتمدة هو العامل الحاسم بين التعافي وحدوث مضاعفات خطيرة، لذلك من المهم معرفة الخطوات الصحيحة التي أوصى بها الخبراء للتصرف بسرعة وفعالية في مثل هذه المواقف الطارئة.
التعرف على أعراض «سكتة دماغية»
أول ما يجب معرفته هو كيفية ملاحظة علامات «سكتة دماغية» بسرعة، حيث تظهر الأعراض عادة بشكل مفاجئ مثل ضعف شديد في أحد جانبي الجسم أو فقدان القدرة على تحريك اليد أو الساق، وقد يلاحظ المحيطون صعوبة في الكلام أو ارتباكًا في الفهم أو انحرافًا في زاوية الفم، كما يمكن أن يعاني المصاب من فقدان التوازن أو دوار حاد، كل هذه الإشارات تنبه إلى وجود «سكتة دماغية» تستدعي الاتصال الفوري بخدمات الإسعاف، والتأخر في هذه اللحظات قد يؤدي إلى تفاقم الخطر، لذلك من المهم تدريب النفس على التعرف على هذه العلامات بسرعة.
الاتصال الفوري بالطوارئ
بعد ملاحظة أي عرض من أعراض «سكتة دماغية» يجب الاتصال مباشرة بخدمة الإسعاف أو الطوارئ دون تردد، فكل دقيقة تمر تزيد من احتمالية حدوث ضرر دائم في خلايا الدماغ، ويجب تزويد فرق الإسعاف بمعلومات واضحة عن حالة المصاب والوقت التقريبي لظهور الأعراض، هذه البيانات تساعد الأطباء على اختيار العلاج المناسب وتحديد إن كان المريض مؤهلاً لتلقي أدوية مذيبة للجلطات التي تعالج «سكتة دماغية» في مراحلها الأولى، كما ينبغي البقاء مع المصاب وطمأنته حتى وصول فريق الإسعاف.
وضعية آمنة للمصاب
ينصح الخبراء بوضع المصاب في وضعية مريحة وآمنة أثناء انتظار المساعدة، حيث يُفضل أن يستلقي على جانبه الأيسر مع رفع الرأس قليلًا لدعم التنفس وتقليل خطر استنشاق السوائل إذا حدث قيء، يجب عدم إعطاء المصاب طعامًا أو شرابًا أو أدوية إلا إذا أوصى الطبيب بذلك، فابتلاع أي شيء قد يكون صعبًا أثناء «سكتة دماغية» ويزيد خطر الاختناق، كما يجب تخفيف الملابس الضيقة للحفاظ على تدفق الدم.
مراقبة التنفس والنبض
من المهم متابعة تنفس المصاب ونبضه باستمرار، وإذا لاحظت توقف التنفس أو فقدان الوعي الكامل قد يحتاج الأمر إلى إجراء إنعاش قلبي رئوي حتى وصول الإسعاف، في هذه المرحلة تكون كل لحظة ثمينة لإنقاذ حياة شخص يعاني من «سكتة دماغية» حادة، لذا يُستحسن تعلم أساسيات الإنعاش من دورات الإسعافات الأولية.
دور الهدوء والدعم النفسي
الحفاظ على هدوء المصاب يخفف من تفاقم «سكتة دماغية» ويساعده على التعاون مع المسعفين، فالتوتر قد يرفع ضغط الدم ويزيد من سوء الحالة، يمكن طمأنة المصاب بكلمات داعمة وتذكيره بأن المساعدة قادمة، كما يجب منع الحشود من التجمهر حوله لإتاحة مساحة كافية للتنفس والحركة.
الوقاية بعد النجاة من «سكتة دماغية»
بعد تجاوز الأزمة الأولية، يبقى الاهتمام بالوقاية أمرًا أساسيًا لتجنب تكرار «سكتة دماغية»، حيث ينصح الأطباء باتباع نظام غذائي صحي غني بالخضروات والفواكه وتقليل الملح والدهون، إلى جانب ممارسة النشاط البدني بانتظام ومراقبة ضغط الدم ومستوى السكر، كما ينبغي الامتناع عن التدخين والالتزام بالعلاجات الموصوفة للسيطرة على عوامل الخطر، فالتجربة السابقة تجعل الشخص أكثر عرضة لحدوث «سكتة دماغية» أخرى إذا أهمل هذه النصائح.
التوعية المجتمعية بأهمية التدخل السريع
يلعب الوعي المجتمعي دورًا محوريًا في الحد من آثار «سكتة دماغية»، فكلما زادت معرفة الناس بأعراضها وخطوات التعامل السريع، ارتفعت فرص إنقاذ الأرواح، لذلك يجب على المؤسسات الصحية والمدارس ومراكز العمل تنظيم حملات تثقيفية تشرح علامات «سكتة دماغية» وتدرب الأفراد على التصرف السليم، ويمكن الاستعانة بوسائل الإعلام ومواقع التواصل لنشر هذه الرسائل المهمة.
أهمية الفحص الدوري
إجراء الفحوصات الدورية لقياس ضغط الدم والكوليسترول ومستوى السكر يساعد في الكشف المبكر عن عوامل قد تؤدي إلى «سكتة دماغية»، فالوقاية تبدأ من معرفة المخاطر الصحية والعمل على علاجها قبل حدوث أي أزمة، هذا النهج يقلل من العبء الصحي والمادي على الأفراد والمجتمعات.
التعامل مع «سكتة دماغية» يحتاج إلى سرعة في رد الفعل ووعي بالإجراءات الصحيحة، فكل دقيقة تنقذ خلايا دماغية لا يمكن تعويضها، إن إدراك علامات «سكتة دماغية» والاتصال الفوري بالطوارئ وتوفير العناية الأولية هي خطوات جوهرية لحماية الحياة، ومع الالتزام بأسلوب حياة صحي والحرص على الفحص المبكر يمكن تقليل احتمالية الإصابة وتكرار «سكتة دماغية» مستقبلًا.