الخميس 06 نوفمبر 2025 الموافق 15 جمادى الأولى 1447
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
القارئ نيوز القارئ نيوز
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
عاجل

ضوابط جمع الصلاة.. الإفتاء توضح الأحكام والشروط الشرعية

الصلاة
الصلاة

الصلاة هي عماد الدين وهي الركن الذي لا يسقط عن المسلم في أي حال من الأحوال، ولذا يحرص كثير من المسلمين على معرفة أحكام الصلاة وكيفية أدائها على الوجه الذي يرضي الله تعالى، ويسعى المصلون دومًا إلى فهم كل ما يتعلق بأداء الصلاة في أوقاتها، وخاصة في حالات السفر أو المشقة، حيث تظهر الحاجة إلى معرفة كيفية «جمع الصلاة» و«قصرها» وفقًا لما جاء في الشرع الحنيف، وقد أوضحت «دار الإفتاء المصرية» هذه الأحكام بدقة لتزيل اللبس وتبيّن للمسلمين حدود الرخص وضوابطها الشرعية.

معنى قصر الصلاة وجمعها

بيّنت دار الإفتاء أن المقصود بـ«قصر الصلاة» هو أداء الصلاة الرباعية ركعتين فقط، أي أن الصلاة التي يجوز قصرها هي الظهر والعصر والعشاء، بينما صلاة المغرب والفجر لا تُقصر لأن عدد ركعاتهما ليس أربعًا، وأشارت إلى أن هذه الرخصة لا تُمنح إلا للمسافر، موضحة أن مسافة السفر التي يجوز عندها القصر هي نحو واحد وثمانين كيلومترًا، كما أوضحت أن من نوى الإقامة في بلد غير بلده لمدة تقل عن أربعة أيام عند جمهور الفقهاء أو أقل من خمسة عشر يومًا عند الإمام أبي حنيفة فله أن يقصر الصلاة.

ما المقصود بجمع الصلاة

وفي سياق الحديث عن الجمع، أوضحت دار الإفتاء أن «جمع الصلاة» يعني أن يصلي المسلم صلاتين في وقت واحد، مثل الظهر والعصر، أو المغرب والعشاء، وهذا الجمع يكون إما «جمع تقديم» أي أن يصلي الفريضتين في وقت الأولى، أو «جمع تأخير» أي أن يصليهما في وقت الثانية، وهذه الرخصة لا تكون إلا لأسباب معتبرة شرعًا كالسفر أو المطر أو المشقة الشديدة، وقال الشيخ عويضة عثمان، أمين الفتوى بدار الإفتاء، إن الجمع لا يعني القصر بالضرورة، فالمصلي قد يجمع بين الصلاتين دون أن يقصر الركعات.

شاء كيفية الجمع بين الصلوات

وأوضح أمين الفتوى أن من أراد الجمع بين الظهر والعصر تقديمًا، وكان يعلم أنه سيسافر قبل دخول وقت العصر، جاز له أن يصلي الظهر والعصر معًا في وقت الظهر، ويكون هذا جمع تقديم، أما إن كان مسافرًا وأراد تأخير الصلاة حتى يصل إلى وجهته في وقت العصر، فيجوز له ذلك ويُعد هذا جمع تأخير، وأضاف أن صلاة المغرب لا تُقصر بل تُصلى ثلاث ركعات كاملة، وكذلك صلاة الفجر تبقى ركعتين كما هي، لأن الرخصة خاصة بالصلوات الرباعية فقط.

شروط جمع وقصر الصلاة

ومن جانبه، أوضح الشيخ أحمد ممدوح، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، أن للمسافر أن يتمتع بعدة رخص منها «جمع وقصر الصلاة»، بشرط أن يكون سفره طويلًا يزيد عن 85 كيلومترًا وأن يكون سفرًا مباحًا لا لمعصية، فإن كان كذلك فله أن يستفيد من رخص السفر أثناء تنقله من بلده إلى المكان المقصود، وإذا وصل إلى وجهته ولم تتجاوز مدة إقامته ثلاثة أيام غير يومي الدخول والخروج، جاز له الاستمرار في القصر والجمع، ومن الرخص أيضًا الجمع بين الظهر والعصر أو بين المغرب والعشاء، سواء جمع تقديم أو جمع تأخير، مع أداء الصلوات الرباعية ركعتين فقط.

الجمع بين الصلوات في غير السفر

أشارت دار الإفتاء المصرية إلى أن الشريعة الإسلامية قائمة على «اليسر» ورفع الحرج عن الناس، ولهذا أجاز بعض العلماء الجمع بين الصلوات في غير السفر للحاجة، مثل ابن سيرين وربيعة وأشهب وابن المنذر، مؤكدين أن هذا جائز ما دام لا يُتخذ عادة، واستدلت دار الإفتاء بقوله تعالى «يُرِيدُ اللهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ»، وبحديث ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي ﷺ جمع بين الظهر والعصر والمغرب والعشاء من غير خوفٍ ولا مطر، وقال إنما فعل ذلك «لئلا يُحرج أمته»، أي ليُبيّن أن المقصود هو التيسير.

حكم جمع الصلاة لأصحاب الأعمال

وفي سياق متصل، أكدت دار الإفتاء أن بعض فقهاء الحنابلة أجازوا الجمع بين الصلوات لأصحاب الأعمال الشاقة مثل الخباز والطباخ وغيرهم ممن يخشون ضياع رزقهم إن تركوا أعمالهم لأداء الصلاة في وقتها، وقد تبنّى هذا الرأي الإمام أحمد في بعض رواياته، وأقرّه علماء كبار كالمرداوي والبهوتي وتقي الدين ابن تيمية، معتبرين أن الحاجة تُقدّر بقدرها، وأن الجمع في هذه الحالات جائز ما دام لا يصبح عادة مستمرة.

الجمع والقصر بين التيسير والالتزام

توضح دار الإفتاء أن المقصود من الرخص الشرعية في الصلاة ليس التساهل أو التفريط، وإنما تحقيق مقاصد الشريعة في «رفع المشقة»، لأن الإسلام دين الوسطية والاعتدال، فهو لا يحمل الإنسان ما لا طاقة له به، ومع ذلك لا يفتح الباب للعبث بالرخص أو استسهال ترك الصلاة في وقتها، لذا يجب على المسلم أن يحرص على أداء الصلاة في وقتها متى ما استطاع، وأن يلجأ إلى الجمع أو القصر فقط عند الحاجة، مثل السفر الطويل أو العمل المرهق أو المطر الشديد.

الجمع في ظروف الطوارئ والمشقة

وفي الأحوال الطارئة كالمطر الغزير أو الرياح الشديدة أو الخوف أو المرض، يجوز الجمع بين الصلوات رفعًا للحرج، وقد ثبت عن النبي ﷺ أنه جمع بين الظهر والعصر والمغرب والعشاء في المدينة من غير خوف ولا مطر، ليُعلّم الأمة أن الجمع في أوقات المشقة جائز، وهذا من رحمة الله بعباده الذين يؤدون الصلاة بإخلاص ولكنهم قد يتعرضون لظروف خارجة عن إرادتهم.

تؤكد دار الإفتاء المصرية أن «رخصة الجمع والقصر» من مظاهر رحمة الله بعباده، وهي وسيلة لتيسير أداء الصلاة في أصعب الظروف دون تفريط في الفريضة، داعية المسلمين إلى فهم هذه الأحكام بدقة والعمل بها وفق الضوابط الشرعية، حتى تكون الصلاة دائمًا مصدر راحة وطمأنينة للمؤمن في كل زمان ومكان.

تم نسخ الرابط