الخميس 06 نوفمبر 2025 الموافق 15 جمادى الأولى 1447
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
القارئ نيوز القارئ نيوز
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
عاجل

وداع مؤثر للسيناريست أحمد عبد الله من مسجد السراج المنير

جثمان السيناريست
جثمان السيناريست أحمد عبد الله

شهد الوسط الفني والسينمائي المصري اليوم حالة من الحزن العميق، مع خروج جثمان السيناريست الكبير أحمد عبد الله، من مسجد السراج المنير، بعد إتمام صلاة الجنازة عليه، تمهيداً لنقله إلى مثواه الأخير.

 وبوفاته، تكون السينما المصرية قد فقدت واحداً من أبرز كتاب السيناريو الذين تركوا «بصمة واضحة» في وجدان الجمهور.

مشهد مؤثر وحضور نجوم الفن في الوداع الأخير

شهدت مراسم تشييع الجثمان وخروجه من المسجد حضوراً كبيراً ومؤثراً من عدد من نجوم الفن والمخرجين والمنتجين، الذين حرصوا على توديعه وإلقاء التحية الأخيرة على روحه الطاهرة. 

وقد ساد المكان «مشهد مؤثر من الحزن» بين أفراد أسرته ومحبيه الذين توافدوا لتقديم واجب العزاء.

أبرز الحضور من الوسط الفني:

المنتج أحمد السبكي

الفنان سعد الصغير

الفنان عصام السقا

أحد أكثر اللحظات تأثيراً في الجنازة كانت انهيار نجل السيناريست الكبير أحمد عبد الله بالبكاء، خلال مراسم تشييع جثمان والده إلى مثواه الأخير، في تعبير صادق عن حجم الفقد.

مسيرة 25 عاماً: «رصد نبض المجتمع المصري» ببراعة

ترك الراحل أحمد عبد الله إرثاً سينمائياً خالداً على مدار 25 عامًا من الإبداع والكتابة المتميزة. 

وقد تميزت كتاباته بقدرتها الفريدة على «رصد نبض المجتمع المصري» بكل تناقضاته وتفاصيله الدقيقة، وتقديم شخصيات واقعية للغاية لاقت صدى واسعاً وتفاعلاً كبيراً لدى الجمهور.

لقد كان عبد الله كاتباً لا يقدم مجرد قصص، بل كان يقدم شرائح مجتمعية كاملة، تنتقل من الشاشة إلى ذاكرة المشاهد مباشرة. 

وقد أظهرت مسيرته قدرته الفائقة على التنقل بسلاسة بين «أنواع فنية مختلفة»، من الكوميديا إلى الدراما الاجتماعية المعقدة، مما جعله أحد أبرز كتاب السيناريو في تاريخ السينما المصرية المعاصرة.

روائع سينمائية خالدة: تعاون ناجح مع المخرجين

ارتبط اسم أحمد عبد الله بالعديد من الأعمال الخالدة التي شكلت علامات في تاريخ السينما المصرية الحديثة.

التعاون الثلاثي مع سامح عبد العزيز (دراما اجتماعية):

يُعد التعاون بينه وبين المخرج الراحل سامح عبد العزيز من أنجح الشراكات الفنية التي أثرت السينما، ومن أبرز الأعمال التي نتجت عن هذا التعاون:

«كباريه»

«الفرح»

«الليلة الكبيرة»

هذه الأفلام الثلاثة، على وجه الخصوص، كانت بمثابة مرايا صادقة تعكس تحولات المجتمع المصري، وتناقش قضايا الطبقات الشعبية والهشاشة الاجتماعية بجرأة وعمق غير مسبوقين.

البدايات الكوميدية التي أطلقت نجوماً:

في بداية مسيرته، ارتبط اسم أحمد عبد الله بعدد من الأعمال الكوميدية التي حققت «نجاحاً جماهيرياً كبيراً» وساهمت بفعالية في إطلاق نجومية جيل كامل من الفنانين، أبرزها:

«الناظر»

«اللمبي»

وقد أثبتت هذه الأعمال قدرة عبد الله على صياغة مواقف كوميدية متفردة تنبع من صميم الواقع المصري، وتلتصق بالذاكرة.

أحمد عبد الله: السيناريست الذي جسّد روح الشارع المصري

سيبقى أحمد عبد الله في ذاكرة الجمهور كـ «السيناريست الذي جسّد روح الشارع المصري» بصدق وتفرد. وستبقى أعماله مرجعاً لدراسة التطور الاجتماعي في مصر، وتأكيداً على أن الكاتب الحقيقي هو من يمتلك مفتاح فهم وتحليل بيئته. خسارة فادحة للوسط الفني، وستظل أعماله بمثابة تحية دائمة لذكراه.

وحظيت أعمال أحمد عبد الله بتقدير كبير من النقاد، الذين أشاروا دوماً إلى قدرته على خلق «توازن دقيق» بين الترفيه التجاري والعمق الاجتماعي. 

واعتبره الكثيرون امتداداً لجيل من الكتاب الذين آمنوا بقوة السينما في توثيق الواقع وتغييره. 

كان الراحل يتمتع برؤية فنية ثاقبة، تجعله يختار المواضيع الأكثر حساسية ومناقشة قضايا «الإحباط والأمل» في آن واحد.

لم يقتصر تأثيره على الأعمال التي كتبها، بل امتد لجيل جديد من الكتاب الشباب الذين رأوا فيه نموذجاً للكتابة التي لا تخشى المخاطرة.

 وستبقى أفلامه دروساً عملية في كيفية بناء الشخصية الواقعية والتعامل مع الدراما المتشابكة. وبهذا الرحيل، تفقد السينما العربية واحداً من «أعمدتها الراسخة».

تم نسخ الرابط