الخميس 18 ديسمبر 2025 الموافق 27 جمادى الثانية 1447
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
القارئ نيوز القارئ نيوز
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة

العملة الخضراء بمأزق.. الدولار يترنح قرب أدنى مستوياته منذ أكتوبر

الدولار
الدولار

استقر الدولار الأمريكي، اليوم الأربعاء، في مناطق سعرية حرجة بالقرب من أدنى مستوياته المسجلة منذ بداية شهر أكتوبر الماضي. 

وتأتي هذه التحركات وسط ضغوط بيعية ناتجة عن بيانات اقتصادية أظهرت «استمرار ضعف سوق العمل» في الولايات المتحدة، وهو ما دفع المستثمرين والأسواق العالمية للبقاء في حالة ترقب شديد للموعد المحتمل لقرار مجلس الاحتياطي الفيدرالي بشأن خفض أسعار الفائدة.

واقترب مؤشر الدولار، الذي يقيس قوة العملة الأمريكية مقابل سلة من ست عملات منافسة، من مستوى 98.193، وهو الأدنى منذ الثالث من أكتوبر.

 وبحسب التقارير المالية، فإن المؤشر انخفض بنسبة 9.5% هذا العام، ليصبح في طريقه لتسجيل «أكبر انخفاض سنوي له منذ عام 2017».

سوق العمل الأمريكي: الباب المفتوح أمام اجتماع مارس

يرى المحللون أن البيانات المجمعة الأخيرة رسمت صورة واضحة لنمو ضعيف للوظائف، مما يضع ضغوطاً إضافية على الفيدرالي الأمريكي. 

وفي هذا السياق، قال توني سيكامور، المحلل في مؤسسة «آي.جي»: «على الرغم من أن البيانات ليست ضعيفة بما يكفي لخفض أسعار الفائدة في يناير، إلا أن الارتفاع المستمر في البطالة يبقي الباب مفتوحاً أمام التخفيف في اجتماع اللجنة الاتحادية للسوق المفتوحة في مارس».

وأشار سيكامور إلى أن هذا السيناريو يعتمد بشكل أساسي على ما ستظهره تقارير التوظيف اللاحقة؛ فإذا استمر التدهور، فلن يكون أمام الفيدرالي مفر من «تخفيف السياسة النقدية».

أسعار الفائدة: فجوة بين توقعات الفيدرالي والأسواق

رغم أن مجلس الاحتياطي الفيدرالي خفض أسعار الفائدة الأسبوع الماضي تماشياً مع التوقعات، إلا أن خطابه المستقبلي لا يزال حذراً:

رؤية الفيدرالي: أشار البنك المركزي إلى استبعاد انخفاض تكاليف الاقتراض بشكل أكبر على المدى القريب، متوقعاً خفضاً واحداً فقط في عام 2026.

رؤية الأسواق: تتوقع الأسواق المالية «خفضين لأسعار الفائدة» العام المقبل، رغم استبعاد حدوث الخفض الأول في شهر يناير القادم.

ومن جانبه، أوضح توماس ماثيوز، رئيس الأسواق لمنطقة آسيا والمحيط الهادئ في «كابيتال إيكونوميكس»، أن الأنظار تتجه صوب مؤشر أسعار المستهلكين (CPI) المقرر صدوره لاحقاً هذا الأسبوع، مؤكداً: «إذا جاءت البيانات كما هو متوقع، فلن يشعر الفيدرالي بالضغط للتخفيف في الاجتماعات القليلة المقبلة.. حتى شهر مارس قد يكون من السابق لأوانه توقع خفض الفائدة».

تحركات العملات العالمية: اليورو والإسترليني والين

في ظل تراجع الدولار، شهدت العملات الرئيسية الأخرى تحركات متباينة:

اليورو: سجلت العملة الأوروبية الموحدة 1.1751 دولار في التعاملات الآسيوية، متراجعة قليلاً عن أعلى مستوى لها في 12 أسبوعاً. 

وتترقب الأسواق قرار السياسة النقدية للبنك المركزي الأوروبي غداً الخميس، وسط توقعات بـ «الإبقاء على أسعار الفائدة ثابتة».

الجنيه الإسترليني: استقر عند 1.3424 دولار، بالقرب من أعلى مستوى له في شهرين، وذلك بعد بيانات أظهرت وصول معدل البطالة في بريطانيا إلى «أعلى مستوياته منذ بداية 2021».

الين الياباني: ارتفع الين قليلاً ليصل إلى 154.56 مقابل الدولار، مسجلاً أعلى مستوى في أسبوعين، وذلك قبل الاجتماع المرتقب لبنك اليابان الذي قد يحمل إشارات جديدة حول السياسة النقدية اليابانية.

نهاية العام: رحلة الهبوط الكبير

يستعد الدولار لإغلاق سنوي هو الأسوأ له منذ سبع سنوات، وهو ما يعكس تحولاً جذرياً في شهية المخاطرة لدى المستثمرين الذين بدأوا في التخلي عن «عملة الملاذ الآمن» لصالح العملات الأخرى والذهب، مع اقتناع متزايد بأن دورة التشدد النقدي الأمريكي قد انتهت بالفعل، وأن عام 2026 سيكون عام التيسير والعودة للنمو، مما يجعل العملة الأمريكية تحت ضغوط مستمرة في المدى القصير والمتوسط.

بينما يظل الدولار في «منطقة الخطر»، تترقب الأسواق العالمية أي بيانات مفاجئة قد تغير موازين القوى، وسط مخاوف من أن يؤدي التباطؤ الحاد في التوظيف إلى ضغوط انكماشية تستدعي تدخل الفيدرالي سريعاً.

تم نسخ الرابط