تجنب ظلم نفسك.. احذر هذه الأفعال في شهر رجب

شهر رجب هو أحد الأشهر الحرم التي أوصى الله تبارك وتعالى باحترامها وعدم ظلم النفس فيها، ويطرح كثير من الناس سؤالاً مهماً حول معنى ظلم النفس في هذا الشهر الكريم وكيف يمكن الوقوع فيه، ويؤكد العلماء أن الظلم في شهر رجب من أعظم الخطايا التي قد يرتكبها الإنسان بحق نفسه والآخرين، ويستند هذا التحذير إلى قوله تعالى {فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ} والذي يوضح أهمية مراعاة حدود الله في الأشهر الحرم وعدم الانغماس في المعاصي والذنوب، ويشير الدكتور علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء والمفتي السابق إلى أن الظلم في هذه الأشهر مضاعف ويكون أثقل وزراً من الظلم في غيرها من الأشهر، وأن احترام شهر رجب وغيره من الأشهر الحرم يعد جزءاً من التقوى والطاعة لله تعالى، كما يوضح أن الله اصطفى أشياء كثيرة لتكون مميزة عن غيرها مثل الملائكة والرسل والمساجد والأيام والليالي، ومن بين هذه الاختيارات كان شهر رجب ليكون شهراً مباركاً يجب الحفاظ على حرمة الله فيه، وعليه فعلى الإنسان أن يعظم ما عظم الله وأن يلتزم بأوامره في هذه الفترة المباركة.

مظاهر ظلم النفس في شهر رجب

كيف نظلم أنفسنا؟ السؤال الذي يطرحه كثير من المسلمين عند قدوم شهر رجب، فالتقصير في الطاعات وارتكاب المعاصي والتهاون في حق النفس وحق الآخرين من أشكال الظلم التي حذرنا الله منها، ويشير الشيخ خالد الجندي عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية إلى أن التحذير في شهر رجب شديد ويشير إلى أن الذنوب في هذا الشهر مضاعفة والعقوبة مركبة، فالتعرض للمخاصمات والشتم والغيبة والكذب في هذا الشهر الكريم يعد ظلمًا للنفس وللآخرين، ويقول الجندي أن الالتزام بآداب شهر رجب وتهذيب النفس هو وسيلة لحماية الإنسان من الوقوع في الظلم وزيادة الأجر والثواب، كما يحذر من الانغماس في وسائل التواصل الاجتماعي بطريقة تؤدي إلى الإساءة للآخرين والوقوع في الذنوب.

التعاليم القرآنية حول شهر رجب

ورد في القرآن الكريم قوله تعالى “إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ”، وقد بين الرسول صلى الله عليه وسلم في خطبته بحجة الوداع أن هذه الأشهر الحرم يجب احترامها والابتعاد عن ارتكاب المعاصي فيها، وأن رجب من بين هذه الأشهر التي تستوجب الحذر من الظلم، فالذنوب في شهر رجب تتضاعف، والأعمال الصالحة فيها أعظم أجراً عند الله، ويؤكد العلماء أن معنى “لا تظلموا أنفسكم” هو عدم جعل الحلال حراماً والعكس، والابتعاد عن أفعال الشرك والعدوان وحماية كلمة الله وجعلها العليا.

أهمية العمل الصالح في شهر رجب

يُعد الالتزام بالأعمال الصالحة في شهر رجب فرصة للمؤمن لتعظيم الأجر والثواب، فالعمل الصالح في هذه الأشهر يكون أعظم عند الله، ويشمل ذلك الصدقات والصلاة والعبادات المختلفة وتجنب كل ما يغضب الله، وقد حذر العلماء من التهاون في هذه الفرصة الربانية لأن الإثم في هذه الفترة يكون أثقل، ويؤكد الدكتور علي جمعة أن استغلال شهر رجب بالعبادات والطاعات يعزز من سلامة النفس والبعد عن الظلم، ويضيف أن احترام حرمة الشهر ليس فقط بعدم الظلم للآخرين بل أيضاً بعدم ظلم النفس عبر المعاصي والتقصير.

دروس من السنة حول شهر رجب

أوضح علماء الدين أن شهر رجب كان يحترم منذ عهد النبي إبراهيم عليه السلام واتبعه الأنبياء، وأن الالتزام بالشرع في هذا الشهر له أثر كبير على حياة المؤمنين، فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يحذر من المعاصي في الأشهر الحرم ويبين أن الزمان استدار كما خلقه الله، وأن السنة اثنا عشر شهراً، أربعة منها حرم من بينها رجب، لذا فإن احترام حرمة الشهر واجب شرعي وديني على كل مسلم، ويشير الشيخ خالد الجندي إلى أن التحذير الإلهي في شهر رجب يشمل جميع المعاملات اليومية من أقوال وأفعال، فالخصومات والمشاحنات والغيبة والعدوان تعد ظلمًا للنفس وتزيد الأعباء.

شهر رجب يمثل فرصة للتوبة والعودة إلى الله والابتعاد عن كل ما يغضبه، فالظلم في هذا الشهر مضاعف والجزاء أعظم، والتزام المسلم بتعاليم الله والعمل الصالح يحمي النفس من الأذى ويضاعف الأجر، ويؤكد العلماء أن احترام شهر رجب والحرص على عدم ظلم النفس والآخرين واجب ديني وأخلاقي، ويجب أن يكون المسلم على وعي بكيفية الحفاظ على الطاعات والابتعاد عن المحرمات، والالتزام بالأخلاق والعبادات في هذا الشهر المبارك يعزز التقوى ويقوي العلاقة بالله، فالاستفادة من شهر رجب بالخير والابتعاد عن الظلم طريق للنجاة والفوز بالثواب.