السبت 20 سبتمبر 2025 الموافق 28 ربيع الأول 1447
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
القارئ نيوز القارئ نيوز
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
عاجل

«الإفتاء».. وفاة الطفل قبل البلوغ تجعله شفيعا لوالديه

الإفتاء المصرية
الإفتاء المصرية

الإفتاء توضح أحكام «شفاعة الابن المتوفى قبل البلوغ» وتؤكد عِظَم الأجر لمن يصبر على فقده، حيث أوضح الشيخ أحمد عبد العظيم أمين الفتوى في دار «الإفتاء» المصرية أن الشريعة الإسلامية رحمة واسعة، وأن النصوص النبوية والآثار الصحيحة جاءت لتبين مكانة الصبر وفضل من يفقد ولداً في عمر صغير، مؤكداً أن «الإفتاء» تتلقى الكثير من الأسئلة التي تتعلق بحالات وفاة الأبناء قبل سن التكليف وما يترتب عليها من أحكام روحية.

الإفتاء توضح مفهوم البلوغ وأحكامه

بيّن أمين الفتوى في دار «الإفتاء» أن البلوغ الشرعي يتحقق عند نزول المني للرجل أو حدوث الحيض للمرأة، فإن لم تظهر علامات البلوغ فإن بلوغ الخامسة عشرة يعد دليلاً على اكتمال التكليف الشرعي، وأكدت «الإفتاء» أن من لم يبلغ هذا العمر أو لم تظهر عليه العلامات يعد في حكم الصغير الذي لم يجر عليه القلم، أي لم تكتب عليه السيئات، وهذا ما يجعل رحمة الله شاملة له.

شفاعة الابن المتوفى قبل سن البلوغ

أكد الشيخ أحمد عبد العظيم في دار «الإفتاء» أن من مات قبل سن البلوغ يكون بإذن الله شفيعاً لوالديه يوم القيامة، مستشهداً بالأحاديث النبوية التي تشير إلى أن الشفاعة ثابتة للصغير الذي «لم يبلغ الحنث»، أي لم يصل إلى مرحلة التكليف، وأوضحت «الإفتاء» أن هذه الشفاعة هبة ربانية ورحمة عظيمة يخص الله بها الوالدين تخفيفاً لأحزانهما وتعويضاً عن فقد فلذة كبدهما.

شفاعة من مات بعد البلوغ

أما من مات بعد البلوغ فقد أوضحت «الإفتاء» أن أمر شفاعته لوالديه مرتبط بأعماله الصالحة، فإذا كان الابن باراً تقياً عاملاً بما يرضي الله فإنه يشفع لوالديه بإذن الله، وهذا يدل على أن باب الأجر والرحمة مفتوح للجميع لكن بشروط العمل الصالح، وأشارت «الإفتاء» إلى أن الصبر والاحتساب عند فقد الابن أو الابنة بعد البلوغ يبقى من أعظم القربات التي يرفع الله بها درجات الوالدين.

الحديث القدسي ودليل الصبر

استشهد أمين الفتوى في دار «الإفتاء» بحديث قدسي عظيم يقول فيه الله تعالى لملائكته عند قبض روح ولد عبده «أقبضتم ثمرة فؤاده»، فيقولون نعم، فيسألهم «ماذا قال عبدي»، فيقولون حمدك واسترجع، فيأمرهم سبحانه «ابنوا لعبدي بيتاً في الجنة وسمّوه بيت الحمد»، وهذا الحديث كما بيّنت «الإفتاء» يشمل من مات له ولد صغيراً كان أو كبيراً، وهو دليل قاطع على مكانة الصبر وفضله.

مكانة الصبر وأجره عند الله

أوضح الشيخ أحمد عبد العظيم أن الصبر على فقد الولد من أعظم أسباب رفعة الدرجات، مؤكداً أن «الإفتاء» تدعو كل من ابتُلي بفقد عزيز أن يتذكر الأجر العظيم الذي أعده الله للصابرين، وأن يكثر من الدعاء والاستغفار، فالابتلاء بفقد الابن أو الابنة امتحان عظيم يحتاج إلى يقين برحمة الله.

نصائح الإفتاء للأسر المبتلاة

قدمت «الإفتاء» نصائح للأسر التي تمر بهذه المحنة تدعوهم فيها إلى التماسك والتضرع إلى الله، مع التزام الصبر والرضا بقضاء الله وقدره، وأكدت أن هذا الموقف الصعب فرصة لنيل الثواب والرضوان، فالله عز وجل وعد الصابرين بالجنة والنعيم المقيم، وبيّنت «الإفتاء» أن ذكر الله والدعاء للميت والاستغفار له من أعظم الأعمال التي تعود بالنفع على الأبوين والابن معاً.

أهمية التمسك بالأمل واليقين

شددت «الإفتاء» على أن الإيمان بقدرة الله ورحمته الواسعة يمنح العزاء والطمأنينة لقلوب الوالدين، وأن الثقة في أن الابن المتوفى قبل البلوغ سيكون شفيعاً لوالديه تخفف من الألم وتفتح أبواب الرجاء، فالمؤمن يعلم أن الدنيا دار اختبار وأن الصبر فيها سبيل إلى نعيم الآخرة، وهذا ما تؤكد عليه «الإفتاء» في كل فتوى تصدرها حول هذا الموضوع.

دور الإفتاء في توعية المجتمع

تؤدي دار «الإفتاء» المصرية دوراً مهماً في توعية الناس بأحكام الشريعة المتعلقة بالموت والابتلاء، إذ تسعى إلى نشر الوعي الديني الصحيح وإزالة اللبس عن كثير من المفاهيم، وأكدت «الإفتاء» أنها مستمرة في توجيه النصائح للأسر، وتشدد على أن الصبر والاحتساب هما السبيل إلى النجاة والفوز برضا الله.

في ختام بيانها شددت دار «الإفتاء» على أن رحمة الله أوسع من كل ألم، وأن الشفاعة هبة ربانية للصغار الذين لم يبلغوا الحلم، ودعت جميع الأسر التي فقدت أبناءها إلى التمسك بالدعاء واليقين، فـ«الإفتاء» ترى أن الصبر مفتاح الفرج وأن بيت الحمد ينتظر كل والدين صبرا واحت

تم نسخ الرابط