الإثنين 22 سبتمبر 2025 الموافق 30 ربيع الأول 1447
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
القارئ نيوز القارئ نيوز
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
عاجل

«متلازمة الرجل الشجرة» تحول الجلد لهيئة لحاء الأشجار

متلازمة الرجل الشجرة
متلازمة الرجل الشجرة

الجلد هو أكبر عضو في جسم الإنسان ويعمل كحاجز وقائي ضد العوامل الخارجية لكنه قد يصبح ساحة لأمراض نادرة ومثيرة للدهشة ومن أبرز هذه الحالات «متلازمة الرجل الشجرة» التي تجعل «الجلد» ينمو بشكل يشبه لحاء الأشجار وهي حالة طبية نادرة تثير حيرة الأطباء وتدفع إلى التساؤل عن أسبابها وعلاجاتها الممكنة حيث يظهر على «الجلد» نموات قاسية وسميكة تشبه أغصان الأشجار وتؤثر على حياة المصاب جسديًا ونفسيًا.

ماهية «متلازمة الرجل الشجرة»

تُعرف هذه الحالة علميًا باسم «خلل تنسج البشرة الثؤلولي» وهي اضطراب جلدي وراثي يؤدي إلى نمو مفرط للخلايا الجلدية نتيجة عدوى مزمنة بفيروس الورم الحليمي البشري ويؤدي ذلك إلى تكوّن كتل تشبه قشرة الأشجار على سطح «الجلد» في اليدين والقدمين وأحيانًا الوجه ما يسبب مظهرًا غير معتاد وصعوبة في أداء الأنشطة اليومية إذ قد تصبح الحركة أو الإمساك بالأشياء أمرًا مؤلمًا بسبب سماكة «الجلد».

متلازمة الرجل الشجرة 
متلازمة الرجل الشجرة 

أسباب ظهور المتلازمة وتأثيرها على «الجلد»

يرى الأطباء أن السبب الرئيسي لظهور هذه المتلازمة يعود إلى خلل جيني يضعف قدرة الجسم على مقاومة فيروس الورم الحليمي البشري وعندما يعجز الجهاز المناعي عن السيطرة على الفيروس تبدأ خلايا «الجلد» بالنمو المفرط لتكوّن تلك النتوءات الصلبة التي تشبه لحاء الأشجار كما يلاحظ أن المصابين غالبًا يعانون نقصًا في بعض البروتينات المسؤولة عن صحة «الجلد» مما يجعلهم أكثر عرضة للإصابة بالعدوى الفيروسية المستمرة التي تعزز نمو هذه الكتل.

أعراض واضحة على «الجلد»

تبدأ الأعراض بظهور ثآليل صغيرة على «الجلد» ثم تتطور تدريجيًا إلى كتل خشنة وكبيرة الحجم تتخذ شكل أغصان الأشجار وغالبًا ما تنتشر في اليدين والقدمين لتعيق المصاب عن ممارسة أنشطته العادية وقد يمتد تأثيرها إلى الوجه أو أجزاء أخرى من الجسم وفي حالات متقدمة قد يسبب تراكم هذه النتوءات آلامًا شديدة وصعوبة في الحركة بسبب زيادة وزن وتصلب «الجلد».

تحديات العلاج وتحسين صحة «الجلد»

حتى الآن لا يوجد علاج نهائي لهذه المتلازمة إلا أن هناك محاولات طبية للحد من نمو النتوءات وتحسين مظهر «الجلد» حيث يلجأ الأطباء إلى الجراحة لإزالة الكتل الكبيرة لكن هذه الإجراءات غالبًا ما تكون مؤقتة إذ يمكن أن تعود النتوءات للظهور مرة أخرى كما يتم استخدام أدوية مضادة للفيروسات وأدوية موضعية لتحفيز جهاز المناعة وتقوية «الجلد» وقد نجح بعض الأطباء في إبطاء تطور الحالة عبر علاجات تجريبية تشمل فيتامينات تدعم صحة الجلد وتساعد على تجديد الخلايا.

الأثر النفسي والاجتماعي لتغيرات «الجلد»

لا يقتصر تأثير هذه المتلازمة على صحة «الجلد» فحسب بل يمتد إلى الحالة النفسية والاجتماعية للمريض حيث يعاني كثير من المصابين من العزلة بسبب المظهر غير المعتاد والخوف من نظرات الآخرين وقد يشعرون بالإحراج أو الاكتئاب نتيجة التغير الكبير في شكل «الجلد» ما يتطلب دعمًا نفسيًا وعائليًا متواصلًا إضافة إلى العلاج الطبي لتخفيف المعاناة وتحسين جودة الحياة.

أهمية العناية الوقائية بالجلد

على الرغم من أن هذه المتلازمة مرتبطة بخلل وراثي إلا أن العناية الجيدة بصحة «الجلد» تبقى أمرًا أساسيًا للحد من مضاعفاتها فاتباع نظام غذائي متوازن واستخدام مرطبات طبيعية وتجنب المهيجات الكيميائية يساعد في الحفاظ على نعومة «الجلد» بقدر المستطاع كما ينصح الأطباء بالمراجعة الدورية لتقييم أي تغيرات جديدة والبحث عن طرق علاجية حديثة قد تخفف من شدة الأعراض.

أبحاث طبية واعدة

تسعى الأبحاث العلمية لاكتشاف طرق علاجية جديدة تستهدف الجينات المسؤولة عن ضعف مناعة «الجلد» أمام الفيروسات وقد يشمل المستقبل القريب تقنيات العلاج الجيني أو لقاحات متقدمة تحد من نشاط الفيروس المسبب لهذه المتلازمة ما يمنح الأمل للمصابين بتحسين مظهر «الجلد» والسيطرة على نمو النتوءات المزعجة.

تم نسخ الرابط