جمال شعبان يحذر: مسكن شائع للحامل يسبب «التوحد»

التوحد ظاهرة مأساوية تحتاج وبشكل عاجل إلى فهمٍ دقيق ووعيٍ مجتمعي كبير، ودكتور جمال شعبان أثار جدلًا واسعًا بتحذيره من مسكن البانادول للحامل وارتباطه المحتمل بظهور التوحد عند الأطفال، حيث أصبح هذا التحذير محط اهتمام كبير لدى الأمهات والآباء والمهتمين بالصحة العامة لما يحمله من دلالات خطيرة تتعلق بصحة الأجيال القادمة، فالتوحد ليس مجرد حالة عابرة بل هو اضطراب في النمو العصبي يؤثر على حياة الطفل والأسرة والمجتمع بأكمله، الأمر الذي يجعل أي معلومة مرتبطة به تثير قلقًا واسعًا وتدعو إلى الحذر والبحث المستمر عن الحقيقة العلمية.
من هو جمال شعبان وما موقفه
دكتور جمال شعبان أستاذ أمراض القلب وعميد معهد القلب السابق، ويعد من أبرز الأطباء المعروفين في مصر والعالم العربي، وقد اعتاد على مشاركة نصائح طبية مهمة عبر صفحاته على وسائل التواصل الاجتماعي، قال في تحذيره الأخير إن على الحوامل تجنب تناول مسكن “بانادول” الذي يحتوي على مادة الباراسيتامول لأنه قد يرفع مخاطر إصابة الجنين بالتوحد إذا تم تناوله أثناء الحمل، وأكد أن هذا التحذير يأتي من باب الوقاية والتوعية وليس لإثارة الخوف فقط، موضحًا أن الحفاظ على صحة الأم والجنين يتطلب حرصًا بالغًا عند استخدام أي دواء خلال فترة الحمل.

ما المقصود بمسكن البانادول ولماذا هذا التحذير
مسكن البانادول شائع جدًا بين الأمهات الحوامل لتخفيف الآلام وعلاج الحمى، ويحتوي على مادة الباراسيتامول الفعالة التي تعتبر من أكثر المواد استخدامًا في العالم لعلاج الصداع والآلام البسيطة، لكن وفقًا لتحذير الدكتور جمال شعبان قد يكون لهذه المادة تأثيرات على نمو الجهاز العصبي عند الجنين ما يرفع احتمالية الإصابة بالتوحد لاحقًا، ويشير الأطباء إلى أن فترة الحمل هي مرحلة حساسة يتأثر فيها الجنين بأي مواد كيميائية تدخل جسم الأم، لذلك تأتي هذه النصائح الطبية لتؤكد أن الاستخدام العشوائي للمسكنات قد يحمل أخطارًا غير متوقعة على المدى البعيد.
الأدلة الحالية وحدودها
الرأي الذي أبداه جمال شعبان يستند إلى ملاحظات ومخاوف وليس إلى نتائج بحثية مؤكدة حتى الآن، فحتى اللحظة لا توجد دراسة حاسمة تثبت أن تناول الباراسيتامول أثناء الحمل يؤدي بشكل مباشر إلى التوحد، ومع ذلك هناك العديد من الدراسات العالمية التي تبحث في هذا الارتباط وتسعى إلى فهم العلاقة بين التعرض للباراسيتامول واضطرابات النمو العصبي ومنها التوحد، وتشير بعض الأبحاث إلى وجود احتمالية لزيادة الخطر عند الاستخدام المفرط أو المستمر، لكن غياب الدليل القاطع يجعل التوصيات تركز على توخي الحذر وعدم الإفراط في الاستعمال.
ردود الأفعال ورد الفعل المجتمعي
تحذير جمال شعبان لقي تفاعلًا واسعًا على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث انقسمت الآراء بين مؤيد يرى أن الوقاية خير من العلاج ويطالب ببدائل آمنة، وبين متشكك يعتبر أن الباراسيتامول دواء يستخدم منذ عقود ولم تثبت مخاطره بشكل نهائي، بعض الأمهات تساءلن عن البدائل التي يمكن استخدامها في حال الشعور بآلام أو ارتفاع في درجة الحرارة، بينما دعا آخرون إلى ضرورة أن تصدر المؤسسات الطبية الرسمية بيانات توضح الموقف العلمي بدقة حتى لا يزداد القلق أو تنتشر معلومات غير مؤكدة، وهذا التفاعل يعكس القلق المجتمعي من التوحد وأهمية أي معلومة تتعلق بأسبابه المحتملة.
المخاطر الطبية الصحية المحتملة للتوحد والباراسيتامول
التوحد هو اضطراب في النمو العصبي يؤثر على القدرة التواصلية والسلوكية والتعلمية لدى الأطفال، ويظهر في السنوات الأولى من عمر الطفل من خلال صعوبات في التواصل الاجتماعي وتكرار أنماط سلوكية محددة، ومن المحتمل أن تكون المادة الفعالة في بعض المسكنات مثل الباراسيتامول لها تأثير على التطور العصبي إذا تم استخدامها بكثرة أو لفترات طويلة أثناء الحمل، لكن هذا لا يعني أن كل استخدام يؤدي إلى التوحد، فهناك عوامل عديدة تحدد مستوى الخطر مثل الجرعة والتوقيت والحالة الصحية للأم والجينات والعوامل البيئية، لذلك يؤكد الأطباء أن التوحد حالة معقدة متعددة الأسباب ولا يمكن اختزالها في عامل واحد.
التوصيات المقترحة بناءً على التحذير
يؤكد الخبراء أن أفضل طريقة لحماية الأم والجنين هي استشارة الطبيب قبل استخدام أي مسكن يحتوي على الباراسيتامول، والبحث عن بدائل قد تكون أقل خطورة واستعمال المسكنات الآمنة تحت إشراف طبي دقيق، كما ينصح بتقليل تناول أي دواء أثناء الحمل قدر الإمكان والاعتماد على طرق غير دوائية لتخفيف الآلام مثل الراحة والكمادات الدافئة أو الباردة بعد استشارة الطبيب، ويشدد الأطباء على أن التوازن مطلوب، فلا ينبغي إثارة الذعر ولا التهاون في الوقت نفسه، فالمتابعة الدورية للحمل والمشورة الطبية المستمرة هما السبيل الأمثل لحماية صحة الأم والجنين.
خلاصة التحذير وأهمية التوعية
تحذير جمال شعبان يسلط الضوء على احتمال قوي أن استخدام البانادول والباراسيتامول أثناء الحمل قد يزيد من خطر التوحد لدى الأطفال، ومع أن العلم لم يحسم الأمر بعد، يبقى من الضروري توعية الأمهات بخطورة تناول الأدوية دون استشارة طبية، فالتوحد لا ينشأ من عامل واحد فقط بل هو نتيجة تفاعل معقد بين عوامل وراثية وبيئية وصحية، لذلك فإن نشر الوعي المجتمعي حول التوحد وكيفية الوقاية منه يمثل خطوة مهمة لحماية الأجيال القادمة، وعلى الأمهات أن يحصلن على معلومات دقيقة من الأطباء وأن يتابعن أحدث الأبحاث العلمية حتى يتخذن قرارات صحيحة تصب في مصلحة صحتهن وصحة أطفالهن.