الإثنين 22 سبتمبر 2025 الموافق 30 ربيع الأول 1447
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
القارئ نيوز القارئ نيوز
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
عاجل

نقيب الصحفيين.. حرية العمل الصحفي هي أساس الاستقلالية

فعاليات ملتقى مستقبل
فعاليات ملتقى مستقبل الإعلام والاتصال

شهدت فعاليات ملتقى مستقبل الإعلام والاتصال في دورته الثالثة، جلسة حوارية محورية بعنوان «استقلالية وسائل الإعلام.. حقيقة ممكنة أم وهم؟»، جمعت نخبة من الإعلاميين والخبراء من مختلف أنحاء العالم

وقد سلطت الجلسة الضوء على أبرز التحديات التي تواجه العمل الصحفي، مع التأكيد على أن استقلالية الإعلام ليست هدفًا مستحيلًا، بل هي عملية مستمرة تتطلب تضافر جهود جميع الأطراف.

استقلالية الإعلام.. مفهوم متعدد الأوجه

في مداخلته، أكد نقيب الصحفيين المصريين، خالد البلشي، أن استقلالية الإعلام لا يمكن اختزالها في مفهوم واحد، بل هي عملية معقدة ذات أوجه متعددة. 

وأوضح البلشي أن الاستقلالية تبدأ من توفير مناخ حر للعمل الصحفي يسمح للصحفي بالتعبير عن رأيه بحرية، دون خوف من التبعات.

وأضاف أن تنوع مصادر التمويل يمثل أحد أهم ركائز الاستقلال، لأنه يضمن أن المؤسسات الإعلامية لا تخضع لسيطرة جهة واحدة، سواء كانت حكومية أو خاصة.

 كما شدد على ضرورة وجود بيئة قانونية وتشريعية قوية توفر الحماية للصحفيين من أي انتهاكات، وتتيح في الوقت نفسه تنوع الملكيات، مما يخلق أرضية حقيقية لصحافة مستقلة، فكلما تنوعت الملكيات، زادت مساحة الحريات.

تحديات المهنة ودور النقابات

أشار البلشي إلى أن مفهوم الاستقلالية يظل نسبيًا في جميع أنحاء العالم، مؤكدًا أن «جميع وسائل الإعلام حول العالم ليست مستقلة بشكل كامل». 

وأوضح أن الحكومات والمؤسسات تحاول دائمًا ممارسة ضغوط للسيطرة، ولكن تظل هناك مساحات من الحرية يمكن العمل من خلالها.

ولفت إلى أن النقابات المهنية يقع على عاتقها مسؤولية الدفاع عن هذه المساحات، من خلال التفاوض وخلق مساحات للتأثير، خاصة في ظل التحديات المتسارعة التي تواجه المهنة.

 ومن بين هذه التحديات، أزمات التمويل، والتطورات التكنولوجية التي تُعيد تشكيل المشهد الإعلامي بالكامل، بالإضافة إلى النزاعات والأزمات السياسية.

الصحفي المهني خط الدفاع الأول

شدد البلشي على أن الصحفي المهني هو حجر الزاوية في معادلة الاستقلالية، فهو «خط الدفاع الأول عن المهنة». 

وأوضح أن قدرة الصحفي على التمسك بالتعبير الحر والتفاوض من أجل حريته هي الضمانة الحقيقية لاستمرار الصحافة المستقلة.

 كما أكد أن النقابات وجدت بالأساس لحماية أعضائها، والدفاع عن استقلال المهنة، وتعزيز شبكات التواصل مع المؤسسات الدولية لدعم حرية الصحافة على نطاق أوسع.

وتطرق البلشي إلى أن السياسات التحريرية التي يضعها ملاك المؤسسات الإعلامية تُشكل تحديًا آخر، ما يُعزز من أهمية وجود مناخ عام يسمح بتنوع الملكيات، باعتباره عاملًا حاسمًا في حماية استقلال الإعلام وتطوير البيئة التشريعية الحامية لحرية الصحافة.

الملتقى.. منصة للحوار وتعزيز القدرات

يُذكر أن ملتقى مستقبل الإعلام والاتصال، الذي أطلقه مركز حماية وحرية الصحفيين قبل عامين، يُعد منصة هامة للحوار المهني. 

هذا العام، شهد الملتقى مشاركة واسعة لأكثر من 750 إعلاميًا وإعلامية وناشطًا وصانع محتوى وخبيرًا، بالإضافة إلى ممثلين عن مؤسسات دولية من مختلف أنحاء العالم.

وطرح الملتقى، عبر جلساته الممتدة على مدار يومين، قضايا محورية تتعلق بحماية الصحفيين، وواقع الحريات الإعلامية، والتحديات التي تواجه المهنة في ظل النزاعات والأزمات.

 كما ركزت المناقشات على سبل بناء القدرات المهنية، وتعزيز الاحتراف في عصر أصبح فيه الذكاء الاصطناعي جزءًا رئيسيًا من صناعة الإعلام، فضلاً عن قراءة تحولات المشهد السياسي في المنطقة وانعكاساته على الساحة الإعلامية.

تحديات جديدة.. الذكاء الاصطناعي ومستقبل المهنة

خصص الملتقى جزءًا كبيرًا من نقاشاته للبحث في تأثيرات الذكاء الاصطناعي على صناعة الإعلام.

 وأكد الخبراء المشاركون أن هذا التطور التكنولوجي يمثل تحديًا وفرصة في آن واحد، فهو قد يُسهل عملية جمع البيانات وتحليلها، ولكنه يثير في المقابل تساؤلات جدية حول المصداقية والمسؤولية المهنية.

 وشدد المتحدثون على أن استقلالية الإعلام باتت ترتبط بشكل مباشر بقدرة الصحفيين والمؤسسات على استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي بشكل أخلاقي، مع الحفاظ على دورهم الرقابي وعدم السماح للتقنية بأن تكون أداة لنشر المعلومات المضللة أو الخاضعة للسيطرة.

تم نسخ الرابط