تأييد حبس محمد رمضان سنتين بسبب أغنية مثيرة

في تطور قانوني مفاجئ وهام، أصدرت «محكمة مستأنف جنح الدقي»، قبل قليل، قرارها النهائي بتأييد حكم الحبس الصادر بحق الفنان محمد رمضان لمدة سنتين. 

يأتي هذا الحكم على خلفية اتهامه بنشر وإذاعة أغنية «رقم واحد يا أنصاص» عبر قناته الرسمية على منصة «يوتيوب»، دون الحصول على التصاريح القانونية اللازمة من الجهات المنوط بها تنظيم العمل الفني في مصر.

وقد شهدت الجلسة تغيباً تاماً للفنان محمد رمضان عن الحضور، وهو الأمر الذي ترتب عليه صدور الحكم بتأييد العقوبة السابقة، ليدخل الفنان في أزمة قانونية جديدة قد تهدد مسيرته الفنية ونشاطه المكثف على وسائل التواصل الاجتماعي خلال الفترة المقبلة.

كواليس القضية: أغنية رقم واحد يا أنصاص تحت المجهر

تعود تفاصيل الواقعة التي أثارت جدلاً واسعاً في الأوساط الفنية والقانونية، إلى إقدام الفنان محمد رمضان على طرح أغنية تحمل اسم «رقم واحد يا أنصاص» عبر حساباته الرسمية. 

وبحسب أوراق القضية التي حملت رقم 9213 لسنة 2025 جنح الدقي، فقد وجهت النيابة العامة لرمضان تهمة صريحة بـ «إذاعة وعرض مصنف سمعي وبصري» للجمهور دون الحصول على الموافقات المسبقة.

موقف وزارة الثقافة: أكدت التحقيقات أن الفنان لم يحصل على «التصاريح اللازمة من وزارة الثقافة» (المصنفات الفنية) قبل طرح الأغنية، وهو إجراء قانوني إلزامي لأي عمل فني يتم تداوله علنياً.

البلاغ والمحاكمة: بناءً على رصد الجهات المختصة، تمت إحالة الواقعة إلى المحاكمة الجنائية، حيث رأت المحكمة في أول درجة أن الفعل يشكل جريمة تقع تحت طائلة قانون حماية الملكية الفكرية وتنظيم المصنفات.

مسار التقاضي: من جنح الدقي إلى المستأنف

مرت القضية بعدة محطات قانونية وصولاً إلى الحكم الصادر اليوم:

حكم أول درجة: قضت محكمة جنح الدقي في وقت سابق بـ «حبس الفنان محمد رمضان سنتين»، معتبراً أن عرض الأغنية دون تصريح يمثل انتهاكاً صارخاً للوائح والقوانين المنظمة للفن.

الاستئناف: لم يرتضِ الفنان محمد رمضان بالحكم، وتقدم دفاعه بطلب «استئناف» على حكم الحبس، على أمل تخفيف العقوبة أو براءته من التهم المنسوبة إليه، مستنداً إلى دفوع قانونية تتعلق بطبيعة النشر الإلكتروني.

قرار اليوم: جاء قرار محكمة مستأنف جنح الدقي اليوم لـ «يؤيد حكم الحبس»، مما يعني أن الحكم أصبح نافذاً ويستوجب الملاحقة الأمنية لتنفيذه ما لم يتم اتخاذ إجراءات قانونية أخرى مثل الطعن بالنقض (والذي لا يوقف تنفيذ العقوبة في أغلب الحالات الجنائية).

غياب الفنان: هل زاد من تعقيد الموقف؟

أثار تغيب محمد رمضان عن جلسة النطق بالحكم اليوم تساؤلات عديدة. وبحسب الخبراء القانونيين، فإن «حضور المتهم في قضايا الجنح المستأنفة» التي تتضمن عقوبات سالبة للحرية (حبس) هو أمر وجوبي في كثير من الأحيان لتنفيذ الحكم فوراً حال تأييده.

 غياب رمضان جعل الحكم يصدر في غيبته مؤيداً لما سبق، مما يضع الأجهزة الأمنية أمام مسؤولية ضبطه وإحضاره لتنفيذ مدة العقوبة المقررة بسنتين.

المصنفات الفنية: تحذير شديد اللهجة للوسط الفني

يعد هذا الحكم بمثابة رسالة تحذيرية شديدة اللهجة من الجهات الرقابية والقضائية لجميع صناع المحتوى والفنانين. 

فالحصول على «التصاريح الرسمية» ليس مجرد إجراء روتيني، بل هو حماية للملكية الفكرية وضمان لالتزام المصنفات بالمعايير والقوانين.

وتعتبر قضية «أغنية رقم واحد يا أنصاص» نموذجاً لكيفية تعامل القانون مع التجاوزات التي تحدث عبر المنصات الرقمية مثل «يوتيوب»، حيث أوضح الحكم أن الفضاء الإلكتروني ليس بمعزل عن القوانين المحلية المنظمة للمصنفات الفنية والسمعية والبصرية.

مستقبل محمد رمضان الفني في ظل الحكم

يواجه الفنان محمد رمضان الآن تحدياً هو الأصعب في مسيرته، فالحكم بالحبس لمدة سنتين قد يؤدي إلى توقف كافة مشاريعه الفنية القائمة، سواء في الدراما الرمضانية أو السينما، فضلاً عن الحفلات الغنائية. 

وينتظر الجمهور والمتابعون خلال الساعات القادمة صدور أي بيان رسمي من المكتب الإعلامي للفنان أو من فريقه القانوني لتوضيح الخطوات القادمة، وهل سيقوم رمضان بـ «تسليم نفسه» أم سيلجأ لآخر الحلول القانونية المتاحة.