الأربعاء 24 سبتمبر 2025 الموافق 02 ربيع الثاني 1447
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
القارئ نيوز القارئ نيوز
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
عاجل

بذكرى ميلاده.. محمد طه أسطورة غيرت تاريخ الموال الشعبي

محمد طه
محمد طه

يحتفل الوسط الفني اليوم بذكرى ميلاد أحد أبرز رموز الغناء الشعبي في مصر، الفنان الكبير محمد طه، الذي لم يكن مجرد مطرب، بل مؤسسًا حقيقيًا لمدرسة فنية فريدة من نوعها.

 ترك محمد طه إرثًا فنيًا هائلًا، يُقدر بأكثر من 100 ألف موال، ليظل صوته حاضراً في وجدان المصريين حتى اليوم، كرمز للأصالة والبساطة والحكمة النابعة من عمق الريف المصري.

من مصنع النسيج إلى رائد الموال الشعبي

بدأ محمد طه حياته في بيئة بعيدة تمامًا عن الأضواء، حيث عمل في أحد مصانع النسيج. كانت تلك الفترة بمثابة مدرسة حياتية صقلت شخصيته ومنحته حسًا عميقًا بواقع البسطاء. 

وفي خمسينيات القرن الماضي، تغيرت مسيرة حياته تمامًا عندما اكتشفه الإعلامي الشهير طاهر أبو زيد. كانت هذه اللحظة هي نقطة التحول التي قذفت به من عالم العمالة اليدوية إلى عالم الفن.

انطلق بعدها محمد طه عبر الإذاعة المصرية، التي كانت المنصة الأهم لاكتشاف المواهب ونشر الفن في ذلك الوقت.

 ومن ثم، شارك في برنامج «أضواء المدينة» الشهير، الذي كان يُقدمه أبو زيد، وحقق شهرة واسعة.

 لم يكتفِ بنجاحه المحلي، بل انطلق في جولات فنية داخل مصر وخارجها، ليُعرف الجمهور العربي على فنه الذي يعتمد على قوة الكلمة وصدق التعبير.

مدرسة الموال.. صوت وحكمة وارتجال لا مثيل له

يُجمع النقاد والموسيقيون على أن محمد طه لم يكن مجرد مطرب شعبي، بل كان «مدرسة مختلفة» في فن الموال. 

وقبل ظهوره، كان الموال لونًا غنائيًا يُنظر إليه باهتمام محدود، لكن بفضل موهبته الفذة، نجح في تحويله إلى جزء أصيل من التراث الغنائي المصري.

وفي هذا السياق، أكد الدكتور أشرف عبد الرحمن، أستاذ النقد الموسيقي، في تصريحات له، أن محمد طه كان يتمتع بثلاثة عناصر أساسية جعلت منه ظاهرة فريدة:

خامة صوتية نادرة: كان صوته يمتلك طابعًا خاصًا يميزه عن غيره، ويُعبر عن قوة وعمق الوجدان الشعبي.

قدرة على الارتجال: كانت موهبته الشعرية الفطرية تمكنه من ابتكار الموال وتلحينه بشكل فوري، في قدرة قلّما نجدها عند فنان آخر.

لغة غنية بالحكم والبلاغة: لم تكن مواويله مجرد كلمات، بل كانت قصائد شعبية تحمل في طياتها حكمًا وأمثالًا وخبرات حياتية، تعكس لغة أهل الريف المصري وذكاءهم.

حضور في السينما وتاريخ مرتبط بالزمن الجميل

لم يقتصر نجاح محمد طه على الغناء فقط، بل امتد ليشمل السينما أيضًا، فقد شارك في عشرات الأفلام المصرية، حيث قدم مواويله المميزة على الشاشة الفضية، مما جعله وجهًا مألوفًا وقريبًا من الجمهور. 

وكان وجوده في السينما فرصة لتعريف شريحة أوسع بفن الموال، وتأكيد مكانته كرمز للفن الشعبي الأصيل.

وارتبط اسم محمد طه بشكل وثيق بالاحتفالات الوطنية، حيث كان صوتًا حاضرًا في المناسبات الكبرى.

 ويكفي أن نعرف أنه كان من الأصوات التي أحبها الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، وهو ما يُعد شهادة على مكانته الفنية والاجتماعية في تلك الفترة التاريخية الهامة.

إرث يتجاوز 100 ألف موال.. كيف حافظ محمد طه على الأصالة؟

في زمن التحولات الموسيقية السريعة وظهور أنماط غنائية جديدة، نجح محمد طه في الحفاظ على مكانة الموال الشعبي، وقد قام بذلك من خلال إخلاصه لرسالته الفنية، وتقديمه لمحتوى يعكس قيم المجتمع وأصالته. 

ويُشير النقاد إلى أن قدرته على تقديم عدد هائل من المواويل دون أن يفقد المضمون أو الجودة هي ما جعلت منه أيقونة فنية خالدة.

واليوم، ورغم مرور السنوات، لا يزال صوت محمد طه يُسمع في الأفراح والمناسبات الشعبية، وتُدرس موهبته في الأوساط الأكاديمية. 

فقد ترك إرثًا فنيًا يُعتبر كنزًا للأجيال القادمة، ليظل رمزًا للغناء الشعبي المصري الأصيل الذي يمزج بين الفن والكلمة والحكمة.

تم نسخ الرابط