الأحد 21 ديسمبر 2025 الموافق 01 رجب 1447
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
القارئ نيوز القارئ نيوز
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة

زهرة السينما التي لم تذبل.. في عيد ميلاد نجلاء فتحي

نجلاء فتحي
نجلاء فتحي

يحل اليوم، الحادي والعشرون من ديسمبر، بذكرى ميلاد أرق وأبرز جميلات الشاشة الفضية، الفنانة القديرة نجلاء فتحي، التي ولدت في مثل هذا اليوم من عام 1951.

 لم تكن نجلاء مجرد اسم عابر في سجلات السينما المصرية، بل كانت ولا تزال رمزاً لـ «الزمن الذهبي»، واسماً ارتبط في وجدان الجماهير بالجمال الذي يجمع بين البراءة والعمق، وبالحضور الطاغي الذي لا يحتاج إلى ضجيج أو افتعال لكي يثبت وجوده.

في عيد ميلادها، يستعيد الجمهور ذكريات تلك الفنانة التي كانت ملامحها مرآة لجيل كامل، فاستطاعت أن تحجز لنفسها مكاناً فريداً في صدارة المشهد الفني، متميزة بـ «وعي مبكر» بقيمة الفن، وقدرة استثنائية على اختيار الأدوار التي تترك أثراً باقياً، بعيداً عن مجرد الظهور العابر أو الاعتماد على جمال الوجه فحسب.

العندليب والبداية: قصة الاسم والظهور الأول

لم يكن طريق نجلاء فتحي إلى عالم الشهرة مفروشاً بالصدفة وحدها، بل كان وراءه عمالقة آمنوا بموهبتها منذ اللحظة الأولى.

 بدأت الحكاية حينما اكتشفها المنتج والكاتب عدلي المولد، ولكن تظل العلامة الفارقة في بدايتها هي علاقتها بـ «العندليب الأسمر» عبد الحليم حافظ.

العندليب لم يكن مجرد صديق أو زميل، بل هو من منحها اسمها الفني «نجلاء فتحي» (بدلاً من اسمها الحقيقي فاطمة الزهراء)، ليكون هذا الاسم فاتحة خير على مسيرتها. وفي عام 1966، سجلت ظهورها السينمائي الأول من خلال فيلم «الأصدقاء الثلاثة».

 ولم يمضِ وقت طويل حتى قدمها المنتج الشهير رمسيس نجيب كبطلة مطلقة في فيلم «أفراح» عام 1968، تحت قيادة المخرج الكبير أحمد بدر خان، لتبدأ من هنا رحلة "سندريلا" أخرى بملامح غربية وروح مصرية خالصة.

نجلاء فتحي
نجلاء فتحي

فلسفة الأداء: حينما تجتمع الرقة مع العمق

ما ميز نجلاء فتحي عن غيرها من نجمات جيلها هو ذلك التنوع المدهش في اختياراتها الفنية. لم تحصر نفسها في قالب «الفتاة الرومانسية» الحالمة، رغم براعتها الفائقة في تقديم هذا الدور، بل تمردت على ملامحها الرقيقة لتقدم أدواراً اجتماعية وإنسانية بالغة التعقيد.

لقد كانت نجلاء ممثلة تمتلك حساً درامياً عالياً؛ فقدمت الشخصيات التي تشبه الناس في الشوارع والبيوت، وحملت فوق كتفيها مشاعرهم، وتساؤلاتهم، وحتى تناقضاتهم الإنسانية.

 وعملت مع كبار المخرجين وصنّاع السينما الذين استخرجوا منها طاقات تمثيلية جمعت بين:

الأنوثة الطاغية: التي لم تخدش الحياء يوماً.

القوة الكامنة: في تجسيد دور المرأة المكافحة أو الأم المضحية.

الصدق الفني: الذي جعل المشاهد يشعر أنها لا تمثل، بل تعيش الحالة بكل تفاصيلها.

قرار الاعتزال: الغياب الذي زادها حضوراً

في الوقت الذي كانت فيه نجلاء فتحي تتربع على عرش النجومية، وتنهال عليها العروض من كل حدب وصوب، فاجأت الجميع بقرار «الابتعاد عن الأضواء». 

لم يكن هذا القرار نابعاً من يأس أو تراجع في الأسهم الفنية، بل كان قراراً واعياً يعكس شخصيتها التي طالما مالت إلى البساطة والبحث عن الذات بعيداً عن «هوس الشهرة».

اختارت نجلاء أن تنسحب في صمت، مفضلة الخصوصية والهدوء وحياتها الأسرية على الاستمرار في دائرة الظهور المستمر تحت الأضواء.

 وهذا الانسحاب لم يكن أبداً «انسحاباً من الذاكرة»؛ بل على العكس، فقد زادها وقاراً ومكانة في قلوب محبيها.

 لقد آمنت نجلاء بأن قيمة الفنان تُقاس بما يتركه من أثر لا بما يقدمه من عدد ساعات ظهور، وهو ما جعل أعمالها تُشاهَد اليوم باعتبارها جزءاً أصيلاً من تاريخ «السينما الراقية».

تاريخ لا يشيخ: نجلاء فتحي في وجدان الجمهور

اليوم، ونحن نحتفل بعيد ميلادها، ننظر إلى مسيرة نجلاء فتحي ككتاب مفتوح في أصول التمثيل والجمال. 

أعمالها مثل «حب وكبرياء»، «دمي ودموعي وابتسامتي»، «أذكريني»، وصولاً إلى «الجراج» و«أحلام هند وكاميليا»، ليست مجرد أفلام، بل هي وثائق بصرية لزمن كانت فيه الكلمة والصورة تُصاغ بحب وعناية.

أبرز محطات «زهرة السينما»التفاصيل
تاريخ الميلاد21 ديسمبر 1951
المكتشف الفنيعدلي المولد وعبد الحليم حافظ
أول بطولة مطلقةفيلم «أفراح» (1968)
أهم السماتالجمال الهادئ، الوعي الاجتماعي، الصدق في الأداء
الوضع الحالياعتزال راقٍ وحضور وجداني دائم

خاتمة: رسالة حب في ذكرى الميلاد

تظل نجلاء فتحي نموذجاً للفنانة التي احترمت جمهورها فاحترمها التاريخ. إنها النجمة التي لم تحاول يوماً اصطناع صخب زائف، بل تركت فنها يتحدث عنها.

 في عيد ميلادها، يرسل لها محبوها باقات من الود والتقدير، ممتنين لكل لحظة صدق قدمتها على الشاشة، ولكل مشهد جعلنا نؤمن أن «الجمال الحقيقي» هو ذلك الذي ينبع من الداخل ويستقر في الوجدان.

كل عام و"زهرة السينما المصرية" بخير، تملأ حياتنا بهدوئها المعهود وذكراها التي لا تغيب، لتبقى دائماً رمزاً للرقي الفني الذي لا يشيخ بمرور السنوات.

تم نسخ الرابط