الأربعاء 24 سبتمبر 2025 الموافق 02 ربيع الثاني 1447
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
القارئ نيوز القارئ نيوز
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
عاجل

محمد وفيق.. فنان بصمة الدراما المصرية وأدوارها المحورية

محمد وفيق
محمد وفيق

يُصادف اليوم، الرابع والعشرون من سبتمبر، ذكرى ميلاد الفنان القدير محمد وفيق، الذي تُعد مسيرته الفنية من أكثر المسيرات تميزًا في تاريخ الدراما المصرية

هذا الفنان الذي أبدع في مجالات متنوعة، من السينما إلى التليفزيون والمسرح، ترك بصمة لا تُمحى، خاصة في الأدوار المحورية التي جسدها ببراعة واقتدار على مدار أكثر من أربعة عقود

كان وفيق فنانًا لا يُعرف بصوته أو حضوره المميز فقط، بل بقدرته الفريدة على الغوص في أعماق الشخصية، ليُقدمها للجمهور بصدق وعمق لا مثيل لهما.

نشأة فنية ودفعة نجوم استثنائية

وُلد محمد وفيق في مدينة الإسكندرية في 24 سبتمبر 1947، لعائلة مثقفة كان والدها أستاذًا جامعيًا.

 هذه البيئة الأكاديمية والتربوية أثرت على شخصيته الفنية، وربما صقلت لديه موهبة تحليل الشخصيات بعمق.

 بعد إتمامه دراسته الثانوية في المدرسة المرقسية بالإسكندرية، قرر أن يتبع شغفه بالفن، فالتحق بالمعهد العالي للفنون المسرحية في القاهرة.

في عام 1967، تخرج محمد وفيق من المعهد العالي للفنون المسرحية بتفوق، ضمن دفعة تُعتبر من ألمع الدفعات في تاريخ المعهد.

 فقد زامل في دراسته كوكبة من النجوم الذين أصبحوا فيما بعد علامات فارقة في تاريخ الفن المصري، مثل نور الشريف، مجدي وهبة، شاكر عبد اللطيف، وعبد العزيز مخيون. 

هذه الدفعة شكلت جيلًا فنيًا استثنائيًا، وضع أسس الدراما والسينما في العقود التالية.

من المسرح إلى التليفزيون.. أدوار خالدة لا تُنسى

بدأ محمد وفيق مشواره الفني من خشبة المسرح أثناء دراسته. كانت مشاركته في مسرح التليفزيون فرصة له للتدريب وصقل موهبته، وكانت أيضًا مصدر دخل له خلال فترة انتقاله من الإسكندرية إلى القاهرة

لفت موهبته الأنظار في مسرحية «سندباد»، حيث أبدع في تجسيد شخصيته، مما جذب انتباه كبار المخرجين، وعلى رأسهم المخرج العالمي يوسف شاهين، الذي عرض عليه دورًا رئيسيًا في فيلم، لكن المشروع لم يكتمل.

إلا أن انطلاقته الحقيقية جاءت عبر شاشة التليفزيون، حيث كانت الدراما هي ساحته الرئيسية، وكانت شخصية «الظاهر بيبرس» في مسلسل «الكتابة على لحم يحترق» بمثابة البداية الفعلية لنجوميته.

 لكن الدور الذي منحه شهرة واسعة في العالم العربي، وأصبح علامة فارقة في حياته، هو شخصية «عزيز الجبالي» في المسلسل الشهير «رأفت الهجان» عام 1987. 

ورغم أن دوره كان ثانويًا، إلا أن أداءه الرائع، الذي جمع بين الصرامة والوطنية، جعل من «عزيز الجبالي» شخصية لا تُنسى في تاريخ الدراما المصرية.

تنوع فني.. من الأدوار التاريخية إلى أدوار الشر البارد

تميزت مسيرة محمد وفيق بقدرته على التلون بين الأدوار المختلفة. فقد قدم أدوارًا تاريخية ببراعة، مثل شخصياته في مسلسلات «السيرة الهلالية»، «الطبري»، «الأبطال»، و«بوابة الحلواني»، وفي هذه الأعمال، كان يجسد شخصيات تاريخية مؤثرة بعمق ومصداقية.

وفي السينما، وعلى الرغم من أن عدد أفلامه كان محدودًا (22 فيلمًا)، إلا أن بعض أدواره السينمائية لا تزال حاضرة في ذاكرة الجمهور

ومن أبرزها دوره في فيلم «الهروب» للمخرج الكبير عاطف الطيب، حيث قدم شخصية «فؤاد الشرنوبي»، ضابط الشرطة البارد الذي عاد من الولايات المتحدة بأساليب أمنية جديدة. هذا الدور أظهر جانبًا مختلفًا من قدراته، بعيدًا عن الأدوار الوطنية والتاريخية.

حياة شخصية بعيدًا عن الأضواء.. قصة حب أبدية

كان محمد وفيق فنانًا يفضل إبعاد حياته الشخصية عن الأضواء، وفي أواخر الثمانينيات، تزوج من الفنانة المعتزلة كوثر العسال، واستمر زواجهما في سعادة ووئام حتى وفاتها في عام 2013. 

كان وفيق يُشير دائمًا إلى أن علاقتهما كانت مبنية على المودة والاحترام المتبادل، وأنها كانت شريكة حياته في رحلة طويلة من العطاء الفني.

بعد معاناة طويلة مع المرض، وتحديدًا بعد إجراء عملية قلب مفتوح، تُوفي محمد وفيق في 14 مارس 2015 عن عمر ناهز 67 عامًا.

وعلى الرغم من رحيله، لا يزال محمد وفيق حاضرًا بأعماله التي تُشكل جزءًا لا يتجزأ من أرشيف الفن المصري، ويظل فنانًا قدم العطاء بصمت، تاركًا بصمةً لا تُمحى في قلوب وعقول جمهوره.

تم نسخ الرابط