الرئيس السيسي يشدد على دعم مصر لإنهاء الأزمة الروسية الأوكرانية

السبت 20/ديسمبر/2025 - 01:28 م

في خطوة تعكس عمق الروابط التاريخية والمتنامية بين القاهرة وموسكو، استقبل السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم، السيد «سيرجي لافروف»، وزير خارجية روسيا الاتحادية.

وقد جرى اللقاء بحضور الدكتور بدر عبد العاطي، وزير الخارجية والهجرة، إلى جانب وفد روسي رفيع المستوى ضم نائب وزير الخارجية وسفير روسيا بالقاهرة ومديري إدارات الشرق الأوسط بالخارجية الروسية.

استهل الرئيس السيسي اللقاء بنقل تحياته الصادقة إلى نظيره الروسي فلاديمير بوتين، معرباً عن تقدير الدولة المصرية لمسار «العلاقات الاستراتيجية بين مصر وروسيا»، والتي باتت تشهد نمواً مطرداً وملموساً في كافة الصعد السياسية والاقتصادية والتجارية، مؤكداً أن هذه الشراكة تمثل حجر زاوية في السياسة الخارجية المصرية الراغبة في التوازن والتعاون الدولي.

المشروعات الكبرى: الضبعة والمنطقة الصناعية بقناة السويس

تطرق اللقاء بشكل مفصل إلى ملفات التعاون الاقتصادي الكبرى التي تمثل عماد الشراكة بين البلدين.

وأكد الرئيس السيسي على الأهمية القصوى لمواصلة وتيرة العمل في «مشروع محطة الضبعة النووية»، الذي يعد حلم مصر للدخول في عصر الطاقة النووية السلمية، بالإضافة إلى سرعة تنفيذ «المنطقة الصناعية الروسية» بالمنطقة الاقتصادية لقناة السويس، لما تمثله من مركز لوجستي وصناعي عالمي يخدم مصالح الطرفين.

من جانبه، نقل لافروف تحيات الرئيس بوتين، مشدداً على أن موسكو تتطلع للارتقاء بالعلاقات إلى «آفاق أرحب»، بناءً على التفاهمات التي تمت خلال زيارة الرئيس السيسي الأخيرة إلى روسيا في مايو 2025، والتي وضعت لبنات قوية لتطوير التعاون الاستراتيجي طويل الأمد.

منتدى الشراكة الروسية الأفريقية: بوابة التنمية المستدامة

في سياق الدور الإقليمي الريادي لمصر، ثمن الرئيس السيسي استضافة القاهرة للمؤتمر الوزاري الثاني لـ «منتدى الشراكة روسيا – أفريقيا».

وأوضح الرئيس أن هذا المحفل يعد منصة حيوية لتعميق الشراكة التنموية والاقتصادية، بما يخدم «أجندة أفريقيا 2063»، ويساهم في تعزيز السلم والاستقرار في القارة السمراء من خلال مشروعات تنموية حقيقية تحقق المصالح المشتركة.

وأعرب لافروف عن تقدير بلاده البالغ للدور المصري في استضافة هذا المؤتمر، كاشفاً عن تطلع روسيا لعقد النسخة الثالثة منه في عام 2026، بالإضافة إلى التحضير لعقد «قمة روسيا والدول العربية» خلال العام المقبل، تأكيداً على الثقل السياسي المصري في تنسيق المواقف بين موسكو والمنطقة العربية والقارة الأفريقية.

توافق حول غزة والإقليم: وقف الحرب ومنع التصعيد

على الصعيد السياسي والدولي، كان الملف الإقليمي حاضراً بقوة على طاولة المباحثات. حيث توافقت الرؤى المصرية والروسية على «ضرورة وقف الحرب في قطاع غزة» بشكل فوري، وتثبيت وقف إطلاق النار لضمان نفاذ المساعدات الإنسانية.

وحذر الجانبان من خطورة اتساع دائرة الصراع، مؤكدين على أهمية «منع التصعيد في المنطقة» والحفاظ على سيادة الدول وسلامة أراضيها، خاصة في ظل الأوضاع المتوترة في السودان وليبيا.

وأشاد لافروف بـ «الدور المصري المحوري» في دعم الاستقرار بالشرق الأوسط، مثمناً التنسيق والتشاور السياسي القائم بين القاهرة وموسكو، والذي يساعد في نزع فتيل الأزمات الإقليمية التي تهدد الأمن والسلم الدوليين.

الأزمة الأوكرانية: دعم مصري للحلول السياسية

ختاماً، تناول اللقاء تطورات الأزمة «الروسية - الأوكرانية» والمساعي الدولية الرامية لتسويتها. وجدد الرئيس السيسي تأكيده على موقف مصر الثابت والداعم لكافة الجهود التي تستهدف إنهاء الأزمة عبر «الحلول السياسية والدبلوماسية».

وأبدى الرئيس استعداد مصر الكامل لتقديم كافة أشكال الدعم اللازم للجهود الدولية في هذا الصدد، بما يضمن إنهاء النزاع ويحد من تداعياته الاقتصادية والسياسية الوخيمة على دول العالم، لاسيما الدول النامية.

تنسيق دائم ورؤية مشتركة لمستقبل المنطقة

وأكد الجانبان في ختام اللقاء على أهمية تفعيل «آلية التشاور السياسي» لتعزيز التنسيق تجاه التحديات العالمية الراهنة، مع التشديد على ضرورة إرساء نظام دولي أكثر توازناً يحترم سيادة الدول ويدعم تطلعات الشعوب في التنمية المستدامة، بعيداً عن التدخلات الخارجية التي تزعزع استقرار الأقاليم الحيوية في الشرق الأوسط والقارة الأفريقية.