الأربعاء 24 سبتمبر 2025 الموافق 02 ربيع الثاني 1447
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
القارئ نيوز القارئ نيوز
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
عاجل

زيلينسكي .. موسكو تعرقل أي محاولة لوقف إطلاق النار

الرئيس الأوكراني
الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي

في كلمة حاسمة أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، قدم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي رؤية صارمة وغير تقليدية للوضع الراهن، مؤكدًا أن «القانون الدولي لا ينجح بشكل كامل إلا إذا كان لك أصدقاء يتمتعون بالقوة ويمتلكون السلاح». 

لم تكن كلمته مجرد خطاب دبلوماسي، بل كانت صرخة استغاثة وتحليلًا واقعيًا لآليات القوة في عالم اليوم، حيث تتجاهل روسيا مبادئ القانون وتُصر على تحقيق أهدافها بالقوة العسكرية. 

وأوضح زيلينسكي أنه لا يوجد أي وقف لإطلاق النار مع روسيا لأنها ترفض ذلك، مما يُثبت أن الحل العسكري يظل السبيل الوحيد للدفاع عن الأراضي الأوكرانية.

القانون الدولي يحتاج أصدقاء أقوياء.. رسالة قوية من زيلينسكي

يُعد تصريح زيلينسكي بأن القانون الدولي لا يعمل إلا بوجود «أصدقاء أقوياء» يمتلكون السلاح بمثابة نقد صريح للمنظومة الدولية.

 ففي الوقت الذي تُدعم فيه أوكرانيا بالقرارات الدولية والإدانات اللفظية، فإنها في الواقع تعتمد بشكل كبير على الدعم العسكري والاقتصادي من حلفائها الغربيين. 

وتُوضح هذه الفكرة أن القوة الناعمة للقانون والقرارات الأممية لا يُمكنها أن تُجابه القوة العسكرية الغاشمة، ما لم تُسند بقوة عسكرية تُجبر الطرف المعتدي على احترام القواعد الدولية.

وتُشير دعوة زيلينسكي الضمنية إلى ضرورة مواصلة التسليح والدعم العسكري إلى أن أوكرانيا لا ترى أي أفق للحل الدبلوماسي في الوقت الراهن، خاصة مع رفض روسيا المتكرر لأي مقترح لوقف إطلاق النار. 

ويرى الرئيس الأوكراني أن الاستسلام أو التنازل أمام هذا العدوان لن يخدم إلا الأطراف المعتدية، وسيُشجعها على مزيد من التوسع، مما يُعرض الأمن الإقليمي والدولي للخطر.

تكتيكات عسكرية جديدة.. المسيرات الأوكرانية تُحرج روسيا

تطرق زيلينسكي إلى بعض النجاحات العسكرية التي حققتها القوات الأوكرانية مؤخرًا، مشيرًا إلى أن بلاده تمكنت من التصدي للهجمات الروسية من خلال استخدام الطائرات المسيرة. 

وأوضح أن هذه المسيرات ألحقت أضرارًا بطائرات روسية متطورة، وهو ما يُعد إنجازًا استراتيجيًا للقوات الأوكرانية التي تعتمد على تكنولوجيا فعالة وبتكلفة منخفضة لمواجهة قوة جوية تقليدية تُعتبر من الأقوى في العالم.

ويُعكس هذا التكتيك العسكري الجديد إبداع المقاومة الأوكرانية في استخدام كافة الوسائل المتاحة لصد الهجمات، كما أنه يُرسل رسالة قوية إلى المجتمع الدولي بأن أوكرانيا لديها القدرة على القتال، وأنها تحتاج فقط إلى الأدوات اللازمة لمواصلة الدفاع عن أراضيها.

مخاوف من توسع الصراع.. روسيا تهدد مولدوفا

لم يقتصر خطاب زيلينسكي على القضايا الأوكرانية الداخلية، بل قام بتحذير المجتمع الدولي من خطورة التوسع الروسي. 

وكشف عن أن «روسيا تحاول أن تهاجم مولدوفا»، مُشددًا على أن «أوروبا لا يمكن أن تخسر هذه الدولة ولا ينبغي أن تضيع مولدوفا». 

وتُشير هذه التصريحات إلى أن الصراع في أوكرانيا ليس معزولًا، بل هو جزء من خطة روسية أوسع لإعادة تشكيل نفوذها في أوروبا الشرقية.

ودعا زيلينسكي الاتحاد الأوروبي إلى مساعدة مولدوفا «فورًا»، ليس فقط عبر التمويل، بل بتقديم «الدعم الكامل»، والذي قد يُشمل الدعم السياسي والعسكري. 

وتُعتبر هذه الدعوة بمثابة نداء استباقي للتحرك قبل فوات الأوان، في ظل مخاوف من أن تُصبح مولدوفا، التي تُعاني من توترات داخلية، الهدف التالي لروسيا، خاصة مع وجود قوات روسية في إقليم ترانسنيستريا الانفصالي.

أزمة محطة زابوروجيا.. قصف روسي يُهدد الأمن النووي

في دليل على عدم اكتراث روسيا بالقوانين والأعراف الدولية، كشف زيلينسكي عن واقعة خطيرة حدثت مؤخرًا، حيث انقطعت الكهرباء بشكل كامل عن محطة زابوروجيا النووية، وهي أكبر محطة نووية في أوروبا.

 وأكد أن هذا الانقطاع جاء نتيجة للقصف الروسي المستمر على المنطقة، وتُعتبر هذه الواقعة بمثابة تهديد مباشر للأمن النووي العالمي، إذ أن انقطاع الكهرباء يُشكل خطرًا على أنظمة التبريد في المفاعل، مما قد يُؤدي إلى كارثة بيئية وإنسانية.

وفي الختام، يُمكن القول إن خطاب زيلينسكي أمام الأمم المتحدة كان بمثابة دعوة صريحة للتحرك الفوري، وصرخة في وجه عالم يرى القانون الدولي عاجزًا أمام القوة

فبين النجاحات العسكرية، والتحذيرات الجيوسياسية، والمخاطر النووية، يُحاول الرئيس الأوكراني إبقاء قضية بلاده في صدارة اهتمامات العالم.

تم نسخ الرابط